زيارة أولياء الأمور للمدرسة تعزز التواصل بين الطرفين وتنعكس إيجابا على التحصيل الأكاديمي للطالب

تؤكد المرشدة التربوية في إحدى المدارس فصل شموط زيادة وعي الأهالي بأهمية زيارة المدرسة بشكل دوري للاطمئنان على سلوكيات أبنائهم ومتابعة تحصيلهم الأكاديمي. وتضيف "هذا ما نلمسه أنا وزميلاتي من المرشدات التربويات في المدارس هذه الأيام، إذ يبادر الأهل بسؤال إدارة المدرسة أو المرشدة ذاتها عن وضع ابنهم الدراسي وتصرفاته ومدى التزامه".
وتذهب شموط إلى أن الزيارات المتكررة من قبل الأهل للمدرسة تعزز تحمل الطالب المسؤولية في المجال الدراسي وعلى صعيد السلوكيات، ويضمن انتظامه الاكاديمي والأخلاقي.
ويشير الاستشاري الأسري د. احمد عبداللطيف إلى أنه أصبح من الضروري التنسيق والتعاون ما بين المدرسة والأسرة حتى لا يحدث تعارض في التربية وتتكامل المهام والوظائف التي يقوم بها كل منهما.
ويعتقد في هذا المجال كثير من أولياء الأمور، كما يقول عبداللطيف، أن دور التربية يقع على عاتق المدرسة وفي المقابل يعتقد المعلمون أن معظم الآباء مقصرون في متابعة أبنائهم وأن حل معظم المشاكل الموجودة لدى الطلبة يكون من خلال الزيارات التي يقوم بها أولياء أمور الطلبة إلى المدارس.
وتؤثر الزيارات المدرسية من قبل الأهل، من وجهة نظر عبداللطيف، على الطالب ذاته. ويشرح "يشعر أنه متابع من قبل ولي أمره وأن هنالك علاقة جيدة بين ولي الأمر والمدرس مما سينعكس على مفهومه لذاته ونظرته للمدرسة وفي النهاية على تحصيله".
ويستطيع الطلبة من خلال هذه الزيارات حل المشكلات التي تعترضهم أولا بأول سواء مع زملائهم أو مع المعلمين أو حتى في عدم استيعابهم لبعض المواد الدراسية.
أما فيما يخص المعلمين فستسهم زيارة ولي الأمر للمدرسة بتعريفهم بالطلبة وكيفية التعامل معهم، وتحفيزهم من أجل المشاركة الصفية وحثهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية.
ويستطيع المعلمون من خلال الزيارات التعرف على قدرات الطلبة وميولهم ونقاط ضعفهم للعمل على تطوير هذه القدرات وتنمية نقاط الضعف، وسيشعر المعلمون معها أن البيت جزء من المدرسة وهذا ينعكس على زيادة عطائهم ودافعيتهم في الغرفة الصفية.
وبالنسبة لأولياء الأمور، بحسب عبداللطيف، يستطيعون التعرف على المستوى الحقيقي لابنهم، وليس المستوى الظاهري فقط، ويتمكنون من معرفة مستوى الطالب بالمقارنة مع زملائه في الصف أو ما يسمى بالعلاقة المرجعية.
وتساعد زيارة أولياء الأمور في تفهمهم لحاجات المعلمين ومشاكلهم مع الطلبة، ومن ثم القيام بتحسين هذه المشكلات والتعامل معها قدر الإمكان.
ويضيف عبداللطيف "النقطة الأبرز في هذه الزيارات هي تصحيح المعتقدات التي قد يحملها كل من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور عن علاقة المدرسة بالبيت".
وينصح عبداللطيف أن يكون هنالك اتصال ما بين ولي الأمر والمرشد التربوي للتعرف على واقع الطالب، أو أن يجري اتصالا هاتفيا شهريا مع المدرسة. منوها "ورغم ذلك إذا عدنا إلى بعض المدارس لوجدنا أن كثيرا من أولياء الأمور لا يعرفون حقيقة الكثير من المعلومات حول أبنائهم في المدرسة فقد يتغيب الطالب أو يتأخر بشكل متكرر دون علم ولي الأمر".
من جانبها تشير التربوية رويدا أبو راضي إلى أهمية زيارة ولي الأمر للمدرسة، فمن خلالها يتابع الأهل أوضاع أولادهم ويكونون على علم فيها سواء كانت إيجابية لتعزيزها أو سلبية لتدراكها منذ البداية.
وتسهم زيارة الأهل للمدرسة في التعرف على المعلم وكيفية التواصل معه، وفي التعرف على المدرسة ومنهجيتها وطبيعتها ونمط الإدارة فيها وطبيعة الطلبة المتواجدين فيها وسبل التعامل مع هذه المفردات التي تحقق التواصل مع الابن.
وتترك الزيارة المدرسية، على حد تعبير أبو راضي أثرها النفسي على الطالب، إذ سيشعر بالسعادة والثقة بالنفس ويتلمس مدى العلاقة التي تربط ولي أمره في المدرسة فينتظم في سلوكياته ودراسته وسينعكس إيجابا على تحصيله الأكاديمي.
ويذهب دكتور التربية والإرشاد النفسي محمد أبو السعود إلى أن زيارة الأهل للمدرسة واجب على كل ولي أمر في مختلف المراحل الدراسية لتحقيق عملية التواصل فيما بين الطرفين وللوقوف على المشاكل التي قد يواجهها الطالب.
وتترك الزيارة، كما يقول، أثرها النفسي على الطالب لشعوره باهتمام والديه به وسينتظم بدراسته وتصرفاته، وتفسح المجال أمام الأهل للتوضيح للهيئة التدريسية سمات ابنهم الشخصية واطلاعهم على حالته المرضية في حال كان يواجه مشكلة صحية، فيتعاون الطرفان بوضع برنامج علاجي تربوي توجيهي إرشادي للطالب.
ويذهب أبو السعود إلى أنه ووفق تعليمات وزارة التربية والتعليم هنالك تفعيل لمجالس الآباء والأمهات بهدف تعزيز التواصل فيما بين المدرسة والمجتمع.
ويؤكد أبو السعود على ضرورة زيارة ولي الأمر للمدرسة 4 مرات خلال الفصل الدراسي على الأقل.
http://www.alghad.jo/index.php?news=220231